كرونولجيا تاريخ المغرب من عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية القرن العشرين

محمد القبلي

0 Review(s) 
Noter ce livre
  • Neuf

كرونولجيا تاريخ المغرب من عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية القرن العشرين

محمد القبلي

0 Review(s) 

Edition : منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب

156 DH
5 1
,
5/ 5
<p>كيف تعاملت الإسطوغرافية المغربية - بالمقارنة مع الإسطوغرافية العامة [...] مع الحدث من مختلف زواياه المشتركة المشاعة بين الرصيدين معا؟ الواقع أن غالبية المصادر المغربية قد تبنت المقاربة المعمول بها في التراث العربي كما وصلنا. ومعلوم أن هذه المقاربة تؤول إلى التعامل مع الخبر المفيد للحدث على أنه معطى فريد منفرد يكاد يكون مستقلا بنفسه كوعاء معرفي ذي حمولة خاصة معينة. أما الإسطوغرافية العامة كما تطورت بالغرب الأوروبي قبل أن تنزح إلى بقية الآفاق، فالظاهر أنها انطلقت هي الأخرى من نفس التصور لتصوغه عبر عدة أنماط متقاربة يبدو أنها عمت كلا من الفترة الوسيطية وعصر النهضة ثم امتدت إلى ما يعرف بالعصر الحديث. ومع تقدم الطفرة التي عرفتها العلوم الاجتماعية في أواسط القرن العشرين، لم يلبث هذا التصور أن تراجع لفائدة مقاربة متوثبة جديدة تلامس الحدث على أنه مكون بسيط من مكونات الزمن الممتد، وذلك عبر التخلي عن النظرة الأخذة بمرادفته </p> <p>للحظة الضيقة العابرة مع العمل على إدراجه ضمن فترات فسيحة من شأنها أن تسمح بإبراز الروافد والتيارات مع التركيز على الظواهر والبني ثم على المتكررات وما إليها من الثوابت والمتغيرات. ويجدر التشديد بهذا الصدد على أن اكتساح هذا التوجه - وإن كان قد أدى إلى تهميش الحدث وإقصائه كعنصر مستقل قائم بذاته في المدى القريب - لم يتمكن من الحيلولة بينه وبين التصدر من خلال ما أصبح يُعرف منذ متم نفس القرن المذكور بظاهرة "عودة الحدث " أو " انبعاث الحدث". ولنضف أن مؤدى الانبعاث المشار إليه هنا يكاد يتلخص في التعامل مع الحدث كرافد لمسار مركب يتم تفكيكه عبر التعريج على مكتسبات الزمن الممتد والاستفادة منها منهجيا عند إبراز نقط الظل وإنارتها قبل أن يتم جمع الشتات وتسليط الأضواء على الحدث كنقطة إياب ومركز التفاف لمختلف نتائج التحليل.</p> <p>من هنا أنت صعوبة الاختيار بالنسبة لهذه التجربة الرامية إلى وضع أول كرونولوجيا عامة لمجمل تاريخ المغرب. واختصارا للطريق، يمكن أن تعتبر أنه كان على نفس هذه التجربة أن تمر من مرحلتين اثنتين على الأقل. أما المرحلة الأولى فانطبعت بطابع الحدث بمفهومه التقليدي السائد في مجمل المصادر المغربية، والنتيجة أن المشروع قد آل إلى جرد مفصل لولا أنه انساق بين الفينة والأخرى مع العموميات المتواترة أو سقط في الشرك المتولدة أساسا عن ميل المصادر نفسها إلى تجنب المعطيات المزعجة أو ما أصبح ينعت اليوم بالواقع المطموس أو المسكوت عنه، وأما المرحلة الثانية فاضطرت إلى برمجة عدة أشواط خصص بعضها لدراسة مشروع المرحلة السابقة وبعضها الآخر لتوطين مواقع التدخل قبل التوجه نحو إعادة بناء الهيكلة العامة ومراجعة التحقيب مع تقويم المقاربة المتصلة بالتعامل مع الحدث على الأخص، وهكذا فإن المقاربة المحتفظ بها في النهاية قد رامت إدماج جملة من العناصر التي من شأنها أن تساعد على تجنب اعتماد الحدث بمعناه المتجاوز التقليدي مع محاولة الإيحاء - ولو من بعيد - ببعض العناصر المتصلة بمعناه الانبعاثي المرجح حاليا لدى الهيآة المهتمة ....</p> <p></p>
Quantités
Achetez par whatsapp

productblock

كيف تعاملت الإسطوغرافية المغربية - بالمقارنة مع الإسطوغرافية العامة [...] مع الحدث من مختلف زواياه المشتركة المشاعة بين الرصيدين معا؟ الواقع أن غالبية المصادر المغربية قد تبنت المقاربة المعمول بها في التراث العربي كما وصلنا. ومعلوم أن هذه المقاربة تؤول إلى التعامل مع الخبر المفيد للحدث على أنه معطى فريد منفرد يكاد يكون مستقلا بنفسه كوعاء معرفي ذي حمولة خاصة معينة. أما الإسطوغرافية العامة كما تطورت بالغرب الأوروبي قبل أن تنزح إلى بقية الآفاق، فالظاهر أنها انطلقت هي الأخرى من نفس التصور لتصوغه عبر عدة أنماط متقاربة يبدو أنها عمت كلا من الفترة الوسيطية وعصر النهضة ثم امتدت إلى ما يعرف بالعصر الحديث. ومع تقدم الطفرة التي عرفتها العلوم الاجتماعية في أواسط القرن العشرين، لم يلبث هذا التصور أن تراجع لفائدة مقاربة متوثبة جديدة تلامس الحدث على أنه مكون بسيط من مكونات الزمن الممتد، وذلك عبر التخلي عن النظرة الأخذة بمرادفته 

للحظة الضيقة العابرة مع العمل على إدراجه ضمن فترات فسيحة من شأنها أن تسمح بإبراز الروافد والتيارات مع التركيز على الظواهر والبني ثم على المتكررات وما إليها من الثوابت والمتغيرات. ويجدر التشديد بهذا الصدد على أن اكتساح هذا التوجه - وإن كان قد أدى إلى تهميش الحدث وإقصائه كعنصر مستقل قائم بذاته في المدى القريب - لم يتمكن من الحيلولة بينه وبين التصدر من خلال ما أصبح يُعرف منذ متم نفس القرن المذكور بظاهرة "عودة الحدث " أو " انبعاث الحدث". ولنضف أن مؤدى الانبعاث المشار إليه هنا يكاد يتلخص في التعامل مع الحدث كرافد لمسار مركب يتم تفكيكه عبر التعريج على مكتسبات الزمن الممتد والاستفادة منها منهجيا عند إبراز نقط الظل وإنارتها قبل أن يتم جمع الشتات وتسليط الأضواء على الحدث كنقطة إياب ومركز التفاف لمختلف نتائج التحليل.

من هنا أنت صعوبة الاختيار بالنسبة لهذه التجربة الرامية إلى وضع أول كرونولوجيا عامة لمجمل تاريخ المغرب. واختصارا للطريق، يمكن أن تعتبر أنه كان على نفس هذه التجربة أن تمر من مرحلتين اثنتين على الأقل. أما المرحلة الأولى فانطبعت بطابع الحدث بمفهومه التقليدي السائد في مجمل المصادر المغربية، والنتيجة أن المشروع قد آل إلى جرد مفصل لولا أنه انساق بين الفينة والأخرى مع العموميات المتواترة أو سقط في الشرك المتولدة أساسا عن ميل المصادر نفسها إلى تجنب المعطيات المزعجة أو ما أصبح ينعت اليوم بالواقع المطموس أو المسكوت عنه، وأما المرحلة الثانية فاضطرت إلى برمجة عدة أشواط خصص بعضها لدراسة مشروع المرحلة السابقة وبعضها الآخر لتوطين مواقع التدخل قبل التوجه نحو إعادة بناء الهيكلة العامة ومراجعة التحقيب مع تقويم المقاربة المتصلة بالتعامل مع الحدث على الأخص، وهكذا فإن المقاربة المحتفظ بها في النهاية قد رامت إدماج جملة من العناصر التي من شأنها أن تساعد على تجنب اعتماد الحدث بمعناه المتجاوز التقليدي مع محاولة الإيحاء - ولو من بعيد - ببعض العناصر المتصلة بمعناه الانبعاثي المرجح حاليا لدى الهيآة المهتمة ....

ISBN 9789954925607

Langue Arabe

Auteur محمد القبلي

Edition منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب